أوضح نادي الأسير في بيان له أن محامية نادي الأسير، حنان الخطيب التي تمكّنت من زيارة عدد من الأسيرات في سجن الشارون الصهيوني، أفادت بان الأسيرات يعانين من ظروف اعتقال صعبة للغاية.
ونقلت الخطيب شهادات لبعض الأسيرات، من بينهن الأسيرة سمر إبراهيم صبيح، التي اعتقلت يوم 29 أيلول 2005، بعد ثلاثة أشهر من زواجها وهي حامل في الشهر الثاني.
وقالت صبيح أنها قدمت من غزة بتاريخ 25/5/2005 إلى مدينة طولكرم، في شمال الضفة بهدف الزواج، وهو ما كان، ولكن بتاريخ 29/9/2005 داهم الجيش الصهيوني منزلها وأمر الجنود جميع الرجال بخلع ملابسهم حتى أصبحوا عراة أمام النساء والأطفال.
تفتيش عار
وأضافت سمر "أمروني بالوقوف جانباً من بين جميع النساء المتواجدات، وأدخلوني على كابينة متحركة كان يوجد بها كاميرات، وكان يوجد بها جندي يأمرني بخلع ملابسي، حتى أنه أمرني بخلع ملابسي الداخلية ورفضت طلبه وهددني بالقتل إن لم نصع لأوامره. بعد ذلك احضروا لي "أفرهول" أبيض وأمروني بلباسه داخل هذه الكبينة دون أن يسمحوا لي بارتداء الملابس الداخلية. بعد ذلك حققوا معي ميدانياً نصف ساعة، وبعدها نقلوني إلى معتقل المسكوبية في القدس".
وقالت صبيح: "أخذوني بعد أن قيدوا يدي ورجلي وعصبوا عيني، وكان معي بداخل الجيب مجندة إسرائيلية واحدة، وعندما وصلت المسكوبية قامت المجندات بتفتيشي تفتيشاً عارياً. وأخبرتهم بأنني حامل بالشهر الثاني ولم يصدقوني، فأخذوني إلى المستشفى للتأكد من صحة أقوالي، وعندما تأكدوا أعادوني إلى المسكوبية ومباشرة أدخلوني إلى غرفة التحقيق".
وأفادت بأن التحقيق معها في معتقل المسكوبية استمر شهرين "وكان عبارة عن جولات تتراوح بين 3-4 ساعات يومياً كنت خلالها مقيدة الأيدي والأرجل وهذه القيود مربوطة في كرسي ثابت بالأرض. ومنذ تاريخ 10/11/2005 لغاية 15/11/2005 اشتد الضغط عليّ أثناء التحقيق وكانت مدة التحقيق تبدأ من الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، وكل هذا وأنا مشبوحة على الكرسي ولم يأخذوا بعين الاعتبار أني حامل، ولم يراعوا وضعي الصحي، وكان المحققون يرتاحون ويتناوبون ويمنعونني من الراحة ويمارسون ضغوطاً نفسية كبيرة علي".
وقالت سمر، بأن المحققين كانوا يهددوها بقصف منزلها والتهديد بإنزال الجنين من بطنها وباعتقال شقيقاتها ووالدتها، وكل ذلك كان مصحوباً بشتائم بذيئة وصراخ وكلمات نابية.
وأفادت سمر أن أحد أساليب التعذيب النفسي الذي اتبع معها كان إحضار زوجها إلى زنازين معتقل المسكوبية، وقالت "أمرني المحققون بالنظر من عين سحرية في باب غرفة التحقيق وإذا بزوجي معصوب العينين ومقيد اليدين والقدمين في الغرفة المقابلة. واستعملوا معي هذا الأسلوب أكثر من مرة خلال التحقيق، ما أثر على وضعي النفسي كثيراً".
15 محققا تناوبوا العمل على أسيرة واحدة
وقالت سمر أن نحو 15 محققاً تناوبوا على التحقيق معها ومن ضمنهم كانت المحققة المعروفة بإسم "الكابتن نورا" وهذه المحققة كانت الأشد قساوة من بين المحققين.
وأفادت سمر انه تم نقلها بتاريخ 8/11/2005 إلى المستشفى لإجراء فحوصات، وأخبرها الأطباء أن الجنين نحيف ووزنها أخذ بالنقصان، وبعد ذلك اشتد التحقيق والضغط النفسي معها.
وعن ظروف الزنازين في معتقل المسكوبية، قالت سمر إن وضع الزنازين صعب جداً، ويوجد مكيف هواء بارد جداً في الزنزانة، وهي دون شباك، والرطوبة عالية فيها، والحيطان لونها يميل إلى السواد وخشنة الملمس من الصعب الاتكاء عليها ويوجد فتحة في الأرض عبارة عن مرحاض. والضوء خافت ومزعج للنظر، والفراش وسخ جداً وكذلك البطانيات.
أما بالنسبة للأكل، فقالت أنه "سييء، وكوني حاملاً طلبت أكل خاص بذلك، فتم رفض طلبي، حتى أنهم رفضوا إحضار كأس حليب واحد".
ويذكر أن زوج الأسيرة سمر اعتقل مباشرة بعد اعتقالها بيوم واحد، وحول للسجن الإداري لمدة 6 أشهر.
تعذيب الأسيرة أريج عروق
وعرضت المحامية الخطيب شهادة للأسيرة أريج مصطفى محمد عروق (25 سنة)، والمعتقلة منذ تاريخ 27 تموز 2003 ومحكومة 4 سنوات.
وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت الأسيرة عروق بالقرب من حاجز حوارة، شمال الضفة، بعد أن أوقفها الجيش الصهيوني وأمضت 4 ساعات على الحاجز وهي مقيدة اليدين للخلف ومعصوبة العينين. بعد ذلك تم نقلها إلى معتقل حوارة. لتمضي في ظروف وصفتها بالصعبة للغاية.
ثم نقلت إلى قسم التحقيق في سجن الجلمة، حيث أمضت شهراً في التحقيق وأفادت أنه تم تفتيشها بشكل عار أثناء وصولها المعتقل المذكور وأن التحقيق معها في الأيام الثلاثة الأولى كان متواصلاً، حيث حرمت من النوم.
وقالت بأن المحققين أجلسوها على كرسي وهي مقيدة اليدين والرجلين والقيود مربوطة بكرسي مثبت في الأرض، وخلال التحقيق هددها المحققون باعتقال أشقائها وشقيقاتها وهدم المنزل والبقاء مدة طويلة في الزنازين، وبتشويه سمعتها وأشارت إلى أنه أثناء جولات التحقيق، كان هناك محقق عرف نفسه باسم "أبو منير" كان يصفعها على وجهها باستمرار.
وقالت الأسيرة عروق "كان واضحاً أن المحققين يريدون انتزاع اعتراف مني من خلال أساليب الصراخ والشتائم البذيئة والترهيب الذي يمارسونه، حيث وصل عدد الذين يحققون معي إلى سبعة أشخاص في محاولة لتشتيت أفكاري وإرغامي على الاعتراف".
وتحدثت عن ظروف زنازين معتقل الجلمة، قائلة إن الرطوبة فيها عالية جداً ويوجد بها مكيف هواء بارد جداً ولا توجد تهوية طبيعية، والحيطان لونها اسود وخشنة الملمس من الصعب الاتكاء عليها والأكل سيء كماً ونوعاً، والفراش وسخ جداً ومليء بالغبار والشعر، ويوجد فتحة في الأرض عبارة عن مرحاض والمعاملة قاسية جداً.
ومنذ يوم 18/1/2005 وهي تقبع في سجن تلموند للنساء، وأبلغتها ممثلة الأسيرات آمنة منى بتوجيه نداء عبر المحامية الخطيب إلى الرأي العام حول ظروف الأسيرات في سجن تلموند، فهن يعشن في قلق دائم ولا يخرجن إلى ساحة التريض لأنهن خائفات من تهديدات السجانات والسجانين لهن.
وقالت الأسيرة عروق أن ظروف سجن تلموند "سيئة للغاية حيث التفتيشات دائمة ومستفزة وبصورة فجائية يصحبها صراخ وشتائم وعقوبات لأتفه الأسباب، مثل الحرمان من الزيارة والرسائل، والحبس بالزنازين، والحرمان من الخروج للساحة، وعدم تقديم العلاج الطبي".
كي بالسجائر
وأفادت الأسيرة شفاء عدنان أمين القدسي (29 عاما)، والمعتقلة منذ تاريخ 10نيسان 2002، وهي متزوجة وأم لطفلة، ومحكومة 6 سنوات. أنها اعتقلت من المنزل حيث حضرت قوة كبيرة من الجيش الصهيوني إلى المكان الذي تسكن به، واستخدم الجيش الصهيوني خالها، كدرع بشري أثناء اعتقالها. وقالت إن الجيش أمر جميع الرجال بالخروج من منازل الحي الذي تسكن فيه وأجبروهم على خلع ملابسهم أمام الجميع وكان يرافق ذلك صراخ وشتائم بذيئة بحق الجميع.
وقالت: "وبعد ذلك أمروا جميع النساء بالخروج من المنازل، وعندما وصلت بالقرب منهم انهالوا علي بالضرب المبرح، ولم يكن مع الجيش مجنّدات، واعتدوا علي بالعصي وأعقاب البنادق وبأيديهم وأرجلهم، وتركز الضرب على منطقة الكتف الأيمن، ونتيجة الاعتداء تمزق القميص الذي أرتديه وأصبحت نصف عارية من الأعلى".
وأضافت القدسي "عصبوا عيني وقيدوني بإحكام، وأدخلوني إلى الجيب العسكري مع كلب متوحش، واعتدى نحو 10 جنود علي طوال الوقت بأعقاب البنادق، ونتيجة الضرب الذي تعرضت له أثناء اعتقالي ما زلت أعاني من أوجاع شديدة بالكتف الأيمن".
ونقلت القدسي إلى زنازين التحقيق في سجن الجلمة. وعن ذلك تقول "في الأيام الأربعة الأولى كان التحقيق متواصلاً واستقبلني محقق يدعى "سيجال". وشبحوني مدة أربعة أيام على الكرسي مقيدة اليدين والرجلين بالكرسي المثبت بالأرض، وعذبوني جسدياً ونفسياً لانتزاع اعترافات، وكان أحد المحققين يشتمني بأقذر الألفاظ، ويقول لي بأني بنت شوارع ويحاول استفزازي كي أدلي باعتراف".
وأمضت القدسي 48 يوماً في زنازين سجن الجلمة، وسمح لها بالاستحمام بعد 15 يوماً من اعتقالها.
وقالت القدسي "أثناء وجودي في الزنازين، سلط السجانون علي إحدى السجينات اليهوديات المدنيات، وحرقتني بعقب سيجارتها بعيني".
وأمضت الأسيرة المذكورة سنتين في سجن الرملة ونقلت بعد ذلك إلى سجن تلموند. وعن ظروف سجن تلموند قالت القدسي "الوضع في السجن صعب للغاية، صراصير وفئران وحشرات تعيش معنا، قبل فترة لدغني عقرب وأنا أغط بالنوم وما زلت أعاني من الألم لغاية اليوم. الشبابيك مغلقة بالصاج والرطوبة عالية وفترة التريض قصيرة، والأكل سيء جداً وأحياناً كثيرة نجد فيه صراصير، وبصاق أو شعر ويوجد نقص حاد في الأغطية الشتوية".